المجلة - عبدالله التهامي - المدينة المنورة
sweetyman_1@
في عالم تتزايد فيه التحديات الأمنية يوماً بعد يوم يجب أن نعلم عن أهمية المشرف الميداني وعمله فهو ركيزة أساسية في شركات الحراسات الأمنية فهو لا يكتفي بدور المتابع أو المراقب بل يعد القلب النابض للعمل الميداني والعين الساهرة على جودة الأداء وانضباط رجال الأمن في مواقعهم المختلفة داخل وخارج المنطقة حسب المواقع القريبة والبعيدة.
يبدأ دور المشرف الميداني منذ لحظة استلامه لخطة العمل اليومية فيتأكد من جاهزية الحراس ومواقعهم ويتابع التزامهم بالزي الرسمي والتعليمات الخاصة بكل موقع ولا يكتفي بالجلوس خلف المكاتب بل ينزل إلى الميدان بنفسه يراقب ويتفقد ويحل المشكلات في حينها ليضمن أن كل موقع يعمل وفق أعلى معايير الأمان والانضباط.
وفي أثناء جولاته لا يتعامل المشرف مع الحراس كمرؤوسين فقط بل كزملاء في ميدان واحد يشاركونه التحديات نفسها فهو الصديق والأخ الذي يستمع لهمومهم ويقف إلى جانبهم ويلبي طلباتهم ويحفزهم على أداء واجبهم بروح الفريق الواحد فالعلاقة الإنسانية التي يبنيها معهم تنعكس إيجاباً على بيئة العمل وتزيد من انتمائهم للشركة وثقتهم في قيادتهم الميدانية.
كما أن المشرف الميداني يقوم بدوره التدريبي والتوجيهي فينقل خبراته الميدانية للحراس الجدد ويشرح لهم كيفية التعامل مع المواقف الطارئة والحرجة ويقيم أداءهم بشكل دوري رافعاً تقاريره للإدارة لتطوير الخدمات وتحسين مستوى الأداء العام.
وفي المواقف الطارئة يظهر معدن المشرف الحقيقي إذ يتعامل بهدوء وحكمة مع أي حادث أمني أو طارئ منسقاً مع الجهات المختصة وموجهاً الحراس للقيام بمهامهم بالشكل الصحيح دون ارتباك.
ولا يقل دوره أهمية في الجانب الإداري فهو يمثل واجهة الشركة أمام العملاء ويتحمل مسؤولية الحفاظ على سمعتها من خلال حسن التواصل والحرص على رضاهم عن مستوى الخدمات المقدمة.
إن المشرف الميداني في شركات الحراسات الأمنية ليس مجرد مراقب أو مسؤول إداري بل هو قائد ميداني وإنسان قريب من رجاله يجمع بين الحزم والرحمة وبين الانضباط والإخاء ومن خلال جهوده اليومية وتفانيه في أداء واجبه تتحقق أعلى معايير الأمن والسلامة ويترسخ مفهوم العمل بروح الفريق الواحد داخل المنظومة الأمنية.
