المجلة -الكاتبة والأديبة - حنان حسن الخناني - المدينة المنورة
يعتبر المعلم اللبنة الاساسية في المجتمع الناجح، فبعد الأسرة هو المصدر الأول لأفكار وأخلاق وقناعات الطلاب، فمن مرحلة الطفولة إلى أواخر المراهقة يلعب المعلم الدورالرئيس في نجاح الطالب سواءً في حياته المهنية والعملية أو في حياته الاجتماعية، فالمعلم تقع على عاتقه مسؤولية أكبر من مجرد تدريس المواد المقررة عليه، بل اكتشاف قدرات الطلاب ومميزاتهم منذ الصغر، حتى يتسنى لهم تطويرها، كما أنه يفرض على المعلم العناية بطلابه من الناحية النفسية والأسرية، ففي حال وجود مشاكل أسرية يقوم المعلم بتوعية الأهل ومحاولة خلق أفضل الظروف لنمو الطالب في أفضل بيئة ممكنة.
فالمعلم في الإسلام، هو صانع الأجيال والفارس المغوار واللبنة الأساسية في بناء الحضارات والأمم، وهو الشخص الذي يحدد ملامح التقدم في أي بلد، و هو من يُخرج الطبيب والمهندس والضابط والوزير وكافة المناصب ليُصبحوا بناة المستقبل، والأهم من ذلك هو مكانتة في الديانات السماوية، فقد عظّمت الديانات السماوية المعلّم وأفردت له قيمة وشأن عظيم، واعتبرت أن مهمة التعليم كالرسالة وأنّ المعلّم هو رسول العلم والثقافة والنور.
عندما نفكّر في مسئولية إيصال العلم للأجيال المتتابعة نجد أنّ هذه المسئولية تقع كلها على المعلمين والعلماء، لذلك رفعت الديانات السماوية من شأن المعلم وتصفه بأنه صاحب رسالة يؤديها بأمانة.
فضل المعلّم في الإسلام
للمعلم في الإسلام قيمة عظيمة تتضح في الكثير من الدلائل في الكتاب والسنة النبوية الشريفة، وإن دل ذلك فإنه يدل على قيمة العلم وكيف أنه غاية سامية جليلة عظمّها الدين، ليس فقط الدين الإسلامي بل أيضًا كافة الديانات السماوية التي شرعها الله تعالى يقول الله تعالى في كتابه الحكيم في سورة المجادلة: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}كما يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين".
فالمعلم له قيمة سامية عظيمة ودور هام في المجتمع ، إذ يجد المتعلم في معلمه طوق النجاة، والمنفذ الوحيد من ظلام الجهل وقلة المعرفة إلى نور العلم والتفقه .
فالمعلم لتلاميذه كالأب لأبنائه الذي يحرص على مصلحتهم ويريد لهم العلم والفهم والمستقبل المشرق، فمن كالمعلم يحرص على وصول تلاميذه لأعلى الدرجات في التعلم والتثقف، تجده يقسو ويحنو ويفعل كل ما يستطيع من أجل تعلم طلابه وتفوقهم فيبذل المعلم من وقته وجهده الكثير والنفيس لكي يحقق هدفه مع طلابه، لهذا فقد كرمته المجتمعات كلها على اختلاف أديانها، وعظمته المجتمعات المتقدمة وأعطته قيمة تزيد عن قيمة العظماء والرؤساء.
واجبنا نحو المعلّم
للمعلم الحق في الاحترام والتقدير من كل فئات المجتمع كانوا صغارًا أو كبارًا، يجب على الطلاب أن يبجلوا المعلمين الذين يبذلون قصارى جهدهم لتعليمهم وصنع مستقبلهم المشرق، كما يجب على الآباء تقدير الدور الذي يقوم به المعلم تجاه بنيهم، فهم من يربون لهم أطفالهم ويزرعون فيهم القيم والأخلاق قبل العلم، فلا علم دون أخلاق وقيم، ليس هناك قدر كافٍ من الشكر والتقدير يمكننا أن نحدده لتقديمه للمعلّم، فهو الشخص الذي آثر مصلحة طلابه على راحته، وهو الذي لا يهدأ قبل أن يعلم تلاميذه على أكمل وجه، يفرح بنجاحهم ويفخر بهم وبتفوقهم، من منا لا يوجد في حياته هذا المعلم الذي دفعه للأمام وحفزه على مواصلة طريقه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.
شكراً من الاعماق لورثة الأنبياء.
.