رأي وسحر بيان

 

 المجلة - الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني - المدينة المنورة

HananHa00500728@

 

مما لا يختلف عليه إثنان أن قراءة الأدب  تهذّب الوجدان, إن اخترنا  الكتب كما نختار الأصدقاء بانتقائية ووجل، فكثير من الأدباء والكتاب مع احترامي الجميع يدسون السمّ في العسل، وخطورة الأمر أن قلمهم به سحر وبيان يأسر القلب والاذهان, دون أن  يلتفت   القارئ او يشعرإن لم يكن حاذقاً متمرساً.

فالأدباء كثر منهم من تقرأ له عدة صفحات في دقائق،  ومنهم من تحتاج جملة واحدة من عمق طرحهم ورهافة حسهم وقوة يراعهم إلى يوم كامل تتأملها وتقلبها على حرارة قلبك وعقلك من أولئك العظماء مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، الذي لم يكن يكتب ليملأ الصفحات وينهك  القراء، إنما نفس طاهرة وقلب ملئ بالأنوار يسطع بالإيمان وروح  نقية متعلقة بخالق السماء ولغةً رفيعة البيان وريشة  قلم رباني هبة  من ملك الاكوان، من يقرأ للرافعي يدرك حقيقة ما أقول، قرأت له (رسائل الأحزان في فلسفة الحب والجمال)، أنه يحلق بك ويشدك بكل رسالة  الى معاني الفضيلة، رغم أنه يتكلم عن الحب بين الجنسين، وعن الفتنة التي خلقها الله بين الذكر والانثى، وغير ذلك مما يخشى الكثير من الناس الاطلاع عليها أو التعمق فيها.

( رسائل الأحزان في فلسفة الحب والجمال )

ترياق  لقلوب فقدت توازنها  وتأرجحت  وتألمت وحزنت وتقطع نياطها، إقرؤا الرسائل، وتفحصوا ما بين السطور، فقد أودع الرافعي فيها مِزَعاً من قلبه ونوراً من أَلَق بصيرته.

  فبيانه لم يكن لأديب من بعده، جاء بجماليات الروح وتألّقات النفس، وغاص عميقًا في بحورالمعنى، فاستنبط واستفرد، وبيّن وعلم، وأسّس وبنى، رحمه الله فقد كان  الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان، و تخطى حدود الجمال والمقارنة بأقرانه، فهو شمسُ الشموس، فاق الخيال.

عبدالله التهامي
عبدالله التهامي
تعليقات