الكاتبة والأديبة - حنان بنت حسن الخناني
المدينة المنورة
@Hananha00500728
قصة المثل تقول إنه كان هناك فلاح يملك مجموعة من الخيول الأصيلة وكان الفلاح يدرب خيوله يومياً فيفتح لها الإسطبلات ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة وكان لهذا الفلاح بقرة (شقراء) عزيزة على قلبه، فكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها وتركض بأقصى سرعتها والفلاح مندهش من فعل تلك البقرة. وكان كلما انطلقت الخيول ورأى ما رأى قال: «مع الخيل يا شقراء»، فذهبت هذه العبارة مثلا يضرب لمن يحاكي ويقلد كل شيء ويندفع فيما خلق له وما جعله الله لغيره ولا يصلح له وهؤلاء هم من يطلق عليهم إمعة ويوجد كثير من الناس يحذون حذو هذه البقره نطلق عليهم الإمعات وهم القوم الذين يتبعون غيرهم على الضلالة ويمشون خلفهم على جهل وقلة دراية بالامور وتبعاتها تجدهم سذجاً يندفعون مع كل مندفع بعشوائية دون هدف واضح ولا معالم معروفه وللأسف يجدون من يصفق لهم وبقوة ونرى كثيراً منهم يعلمون الحق ويعلمون انهم يسيرون وراء باطل ويستمرون فهم مع اشكالهم على الحق والباطل ويستميتون دفاعا عنهم بكل عنجهية وعصبية يعرفون انهم على ضلال وسفه ويتبعونهم ويقعون مثلهم ويركضون وراء شعاراتهم المضللة والمبتدعة ويخرجون عن المألوف الذي اوصانا به رسول الله اوما كان عليه الصالحين فنجد الإمعات يقتدون بهم ويحرصون على القول بآرائهم واعتقاداتهم ويسلمون بها تسليماً مطلقاً ويتعصبون لأشخاص ورؤوس لانهم منهم او من طبقتهم او من المشاهير في الدنيا ونسوا هؤلاء انهم لن يغنو عنهم يوم القيامة شيئاً ولن يعذروا امام الله بمتابعتهم على كل وسائل الاعلام وتقليدهم بافعالهم واراءهم التى تخالف ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الاسلامية انهم يتبرؤون منهم ويتنكرون لهم في يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها قال تعالى ( اذا تبرأ الذين اتَّبعوا من الذين اتٌبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب ) البقرة
نموذج للإمعات
اولئك السفهاء الذين يتبعون قرناءهم واصدقاءهم في كل شاردة وواردة ويكونون عبيداً لهم يستنيرون بعتمتهم ويتبعون القطيع ويقودونهم كما يشاؤون ويجعلونهم ادوات ينفذون بها خططهم الدنيئة ومايأمرون فباتوا أسرى لرغباتهم لايتصرفون الا بإذنهم وتحت مشورتهم وكأن بهم مس ّ من السحر
وهذا كله بسبب ذل المعاصي وظلمة القلوب فهم مجرد إمعات ضعيفة لاتستطيع التحرر من رقّ عبوديتهم وذلهم ! وصدق حبيبنا وشفيعنا محمد صلوات الله عليه إذ يقول :(من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مُؤُنة الناس ، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله الى الناس )رواه الترمذي .
ومن الذين يتبعون القطيع ايضاً
بعض المثقفين والمنتسبين للعلم ، والدين تراهم متلونون ومتناقضون لديهم اضطراب في الشخصية والرأي لايملكون سمات محدده ولا مواقف ثابته ولا أي اتجاه فكري هم كل يوم بمذهب ،وكل وقت برأي جديد واتجاه آخر لايثبتون على شئ وهذا لأنهم لم يصدقوا الله فتركهم في الظلمات يعمهون ولو انهم صدقو الله وساروا على الحق لهداهم الله اليه وثبت اقدامهم وقلوبهم ولهذا يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : (اغدُ عالماً او متعلماً ولاتغدُ إمعة فيما بين ذلك) ويقول علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - لكميل بن زياد : ياكميل : إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة : فعالم ربّانيّ، ومتعلّم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع ، اتباع كلّ ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا الى ركن وثيق ) جامع بيان العلم / ١٤٩.
اذن ؛ علينا بالتمسك بالحزم والاستقلالية بالذات والاعتزاز بالنفس وتنمية المواهب والقدرات والنهوض بابتكاراتنا والرقي بانفسنا ،والابتعاد عن التبعية والروتينية والإمعية ، والاعتزاز والافتخار بالثوابت والقيم ، وعدم السير خلف القطيع ،وخلف الشائعات والخزعبلات والتذبذب ، والتقليد الأعمى او تقمص بعض الشخصيات والانصهار فيها فديننا يدعوا الى معالي الأمور والابتعاد عن كل سفائفها نخلص النية ونصدق الله حتى يصدقنا ونلتزم ونعتز بطاعته يقول سبحانه جلّ وعلا ( ولو انهم فعلوا مايوعظون به لكان خيراً لهم واشد تثبيتا) النساء : ١٦٦
(كيفية التخلص من الإمعية)
أن يصاحب الصالحين الصادقين, لايستسلم للواقع المرير ولا الدوران في فلك السيئين نسعي جاهدين الى تغيير انفسنا واصلاح مجتمعاتنا، ولانرضخ تحت وطأة بيع دينك بدنياك ، ولا التخلي عن مبادئنا الاسلامية ولا نلهث خلف كل ناعق وناعقة ،المتبعة لكل جديد ولو كان سيئاً !!"لاتتبع الاشياءالمضيئة اتبع مايجعلك تضئ "
(أضرار الإمعية)
تجعلك ضعيف الشخصية مسلوب العقل تاركاً للدين تعيش بين الناس بالذل والهوان ،تابع غير متبوع ، منبوذاً من رب العالمين ،مكروهاً عند خلقه ،قال الله عن قصة اتباع فرعون فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوماً فاسقين) الزخرف : /٥٤ لا تمشِ مع القطيع و اختر الطريق الضيق الذي لا يهتدى إليه إلا العظماء.
واخيراً (لاتكونو مع الخيل ياشقرا) .