أجمل مشقة



 المجلة - الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني


يستمتع المسلمون   هذه الأيام بموسم من مواسم الطاعات الذي جاء فيه أمر الله لنبيه إبراهيم عليه السلام بأن يؤذن  للناس

 فقال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.


فالحجّ رحلة جميلة للطهر والعبادة  يلتقي في موسمه الحجيج  على ذلك الثرى الطاهر  ليشهدوا منافع لهم ويذكرو اسم الله   وقد صفت نفوسهم  وخلصت نواياهم وتركوا احقادهم   بعد ان تسابقوا الى تأدية الركن الخامس من اركان الاسلام  وتوافدوا في شوق وامتثال   وامتلأت قلوبهم بالايمان. وطلب المنفعة الدينية     فالحج فيه منافع دينية ودنيوية جمة 

 قال تعالى {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}.


ومن أعظمها إخلاص العبادة لله  وترك الشهوات وملاذ الحياة، والإقبال على الله بقلوب خاشعة وألسِنة تلهج بذكره بالتكبير والتهليل  

 و تتجلى فيه أسمى معاني الوحدة في الدين بين المسلمين، حيث يجتمعون بمكان  واحد بهيئة واحدة ونسك واحد

  رافعين أكف الضراعة إلي خالق واحد  في صعيد عرفات، ذلك المكان الذي تسكب فيه العبرات وتقال فيه العثرات 


فيه نرى موقف 

يشبه  يوم العرض 

احبتي

 في هذا اليوم الفضيل تغفر الذنوب

وتتحقق الامنيات  وينال العبد  الجزاء الموعود، قال صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، 

فيجب علينا كمسلمين  أن نحذر من التسويف في أداء هذه االركن الذي اسميته  (  المشقة  الجميلة  )

الذي جعله الله برحمته  لمن استطاع اليه سبيلا ، 

فالانسان لا يضمن عمره  ولا صحته 

فمنزلة الحجّ عظيمة  

  فهو جهاد لا قتال فيه، 

لما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال: (جهادكنّ الحج)، وسمّاه جهاداً لما فيه من مجاهدة النفس ومشقة السفر. وتعب  البدن ومفارقة الأوطان والخلان   فنراهم  شعثاً غبراً     يعيشون نعيما وجمالاً   روحياً    جاؤا من كل فج عميق  رجالاً  وركبانا ثقالاً بذنوبهم   

فسلمو قلوبهم المنهكة بالمعاصي  لخالقهم  فعادوا   خفافاً  من الذنوب 


 قال صلى الله عليه وسلم: (من حجّ فلم يرفث ولم يفسق  رجع كيوم ولدته أمه) خالياً من الذنوب فهنيئاً لكل من حج  وتحرر من  سطوة الجسد الى سيطرة الروح والعقل طلباً لسموّ الرّوح إلى  العلياء. 



عبدالله التهامي
عبدالله التهامي
تعليقات