المجلة - الأديبة والكاتبة السعودية - حنان بنت حسن الخناني - المدينة المنورة
التجارة الرابحة
ان تاريخنا الاسلامي يشهد على أن شهر رمضان هو شهر الخير والربح والفلاح هو شهر الإنتاج والعمل، وشهر الانتصارات الكبرى، حين تهب رياح ورائحة الإيمان، والتقوى، وتتعالى صيحات التهليل والتكبير فيتنزل النصر من الله تعالى،
على قلة العَدد وقلة العُدد، ابتداء من بدر، ومرورا بفتح مكة وحطين وعين جالوت، وانتهاء بحرب العاشر من رمضان 1393هـ التي نحيا على ذكراها حتى اليوم، هنا نسأل انفسنا هل شهر رمضان بعد هذا كله شهر التراخي وعدم إتقان العمل، ونقول إن الدين مخدر الشعوب؟!
إن العمل والأداء الأفضل عبادة لله على قدم المساواة مع عبادات الصلاة والصيام والقيام، بل إن هذه العبادات مع العمل تجعل أجر العبادة مضاعف وأفضل عند الله لأن العمل فرض وتكليف والهروب منه هروب من أمر إسلامي وواجب ديني وما أظن في ذلك خلافا بين فقهاء الدين.
إن بعض المسلمين للأسف هم الذين حوَّلوا هذا الشهر إلى شهر كسل وتراخٍ بتحويله الى شهر نوم في الليل وراحة في النهار،
ولو أنهم صاموا وعرفوا حقيقة الصيام، وتحرَّوا مقاصده العظيمة لتحقق للأمة في هذا الشهر الاكتفاء الانتاجي طيلة السنة.. لاننكر هناك وهم ان الصوم يضعف الجسم، نوعا ما لكنه يقوِّي العزم، ويعوِّد الصبر، ويربِّي المؤمن على طول التحمل وقوة الإرادة.
لحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه”.
وهذا الوهم كاذب بعد حديث رسول الله
لم يبق من حجة لهذه الأوهام الفاسدة
والعادات السيئة التي تذهب بأجر الصيام، وتجعل الصيام لا يحقق مقاصده مع هذه السلوكيات الفاسدة بعد أن اتضح من منهج القرآن ومنهج الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ،والتاريخ والواقع أننا نحن الذين صنعنا هذه الترهات والاوهام التي لا حقيقة لها، ولا دليل عليها من عقل أو شرع.
يبقى على المسلم أن يعود لدينه، ويعمل جاهدا على تحقيق المعاني السامية للصيام حتى تعود على النفس والعقل والبدن ثمراته وفوائده الجمة وتتحقق المقاصده كما أرادها الخالق عز وجل فيحرص على وقته ـ فالوقت هو الحياة ـ فلا يضيعه في غير فائدة، وينام مبكرا ،فالعمل مع الصيام يزيد ثواب الصائم، وأجره
، وليحذر شياطين الجن والإنس حتى لا يمر الشهر كباقي الشهور وينفض السوق ويخرج منه خائبا خاسرا.
في تجارته مع الله .