المجلة - عبدالله التهامي - المدينة المنورة
إلى متى يتم التلاعب بالألقاب التي تم
العبث بها وبما تحمله من مضمون ورسائل، فلقب إعلامي، لم يبق أحد من مشاهير السناب
وبقية مواقع التواصل وعشاق الشهرة أو عامة الناس إلا ولقب نفسه بهذا اللقب، وأصبح
في كل مكان يبشر الناس بأنه إعلامي، ثم يلصق اسمه باللقب ويصبح الإعلامي فلان وهو
لا يمت للإعلام بصلة، ولا الإعلام يعترف به، بل هو الببغاء فلان عبر سنابه
وحساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، فلم يترك قضية إلا و تكلم فيها، وحتى تقوم محطة
تلفزيونية ما بعمل مقابله له وحوار مطول فاختارته المحطة لتصنع منه إعلامياً كبيراً،
لأنها استغلت شهرته، وأرادت أن تكسب جمهور منه بطريقة مرتبة، فأسندت له برنامجاً
ليقدمه أو حفلة يقوم بتقديمها أوفعالية، فظن وبعض الظن إثم أنه فعلاً إعلامي، وبعد
الإنتهاء من الغرض أهملته المحطة، ومازال يلتصق
باللقب معتقداً أنه قد أصبح إعلامياً، وكل شيء يأتي بسرعة يذهب بسرعة!
هؤلاء الببغائيون بين عشية وضحاها
أصبحوا إعلاميين، ويعتقدون أنهم بـهواتفهم أصبحوا ضمن الإعلاميين الحقيقيين، وذلك بما
يصورونه من يوميات وهم يأكلون، وهم نائمون، وهم يبكون، وهم يضحكون، وهم يرقصون وهم
يتسوقون وكل ما يتعلق بالسماجات والسخافات هل هذا هو الإعلام؟؟؟ .
إفهم يا عزيزي أن وظيفة الإعلامي وظيفة
لها قواعد وأصول، الإعلام مهنة رفيعة، الإعلامي صاحب رسالة عظيمة، صاحب رسالة
فكرية وأخلاقية وصاحب رسالة مهنية وتربوية واجتماعية وثقافية، فالإعلامي أقرب للأديب
والمثقف والمنتج، فهو إعلامي بما يقدم ككتابة القصة، أو صنع الرواية، أو تحرير المقالة،
فالإعلام ولقب الإعلامي لا يجب أن يصبح باباً لكل من هب ودب.
الإعلامي يا عزيزي لا يركض وراء الإعلانات
والدعايات والاستعراضات، ولا الترويج للماركات، ولا التسويق للبضائع والمشتريات
كما نشاهد الآن في مواقع التواصل الاجتماعي.
واسمحوا لي أن أقول يجب أن يتوقف العبث
بلقب إعلامي، لأنه صار لقب من ليس له لقب، فمن يريد الشهرة ويبحث عنها، يجد أن
أسهل طريق وأقصر مسافة إليها عبر بوابة الصعود على الأكتاف بلقب إعلامي.