اللص المحبوب

 


سفيرة السلام - الكاتبة والأديبة - حنان بنت حسن الخناني - المدينة المنورة

اصبحت هواتفنا المحمولة ليست فقط وسيلة اتصال، بل أصبحت مَطلاً على العالم الخارجي نجد فيها المتعة والتسلية والتعليم وطريقة للتواصل مع الاهل والاصدقاء على جميع المنصات، كل هذا في جهاز كقبضة اليد لكن وراء هذه الرفاهية والمتعة، يختبئ خطر غامض يهدد العلاقات الأسرية، ويسحق النقاشات العاطفية والألفة داخل البيوت، كلنا يسألن كيف يؤثر الانشغال بالمحمول  على الأسرة علميًا وعملياً؟ وماذا يحدث؟؟!!

أولاً:

  ضعف الترابط الأسري.

دراسات علم النفس الأسري.

تؤكد أن قلة التخاطب اليومي مع الافراد.

يقلل من شعور الأمان العاطفي.

خصوصًا لدى الأطفال.

ثانيا:

 إدمان المحمول لا فرق بينه وبين الإدمان السلوكي، فالدماغ يفرز هرمون الدوبامين عند كل إشعار جديد ما يجعل الفرد يبحث بلا وعي عن الهاتف

 بدل التواصل الحقيقي.!

ثالثاً:

التشتت الذهني.

الانكباب على المحمول يتلف التركيز

فيتحول حضورنا مع الأسرة وهمي جسد بلا روح ولا عقل

رابعاً:

 الغيرة الزوجية.

وزعزعة الثقة.

فالانشغال المفرط بالجوالات خصوصاً مع قلة الوازع الديني قد يثير الشكوك والظنون    ويزيد من القلق بين الزوجين.

خامساً:

 الآثار العاطفية على الزوجين ينتج من دخول هذا اللص فتور العلاقة وغياب الأحاديث الودية وتزايد النقد واللوم.

اما على صعيد الأبناء يحصل ما يلي:

·         شعور بالإهمال

·         تراجع التحصيل الدراسي

·         ضعف مهارات الحوار

·         البرود في العلاقات خاصة مع الوالدين

وتختفي تدريجياً اللحظات الجميلة التي كانت تصنعها الأحاديث العفوية فيقل الترابط وتجف المشاعر.

اذن كيف نتجاوز المشكلة بشكل عملي؟

(مناطق بلا هواتف)

اخلاء مائدة الطعام وغرفة النوم وغرفة المعيشة وجعلها مناطق خالية من الهواتف، تخصيص وقت للهواتف المحمولة، كما أن للعمل وقتاً وللراحة وقتاً ينبغي أن يكون للهاتف أيضاً وقت محدد لا يتجاوز قدر الحاجة، ايجاد بدائل ايجابية مثل جلسة عائلية لسماع قصة نافعة، اقامة حلقة تعليم يومية، قراءة كتاب نافع او قصة معاً ومناقشتها، ممارسة نشاط ذهني أو رياضي بسيط، أو العاب مسلية مع افراد الأسرة، ولا ننسى القدوة الحسنة.

فالأبوان هما الركيزة الأولى للأبناء فإذا رأوا انشغال والديهم الدائم بالهاتف سينهجون السلوك نفسه.

استحضار أوامر الله ورسوله في التربية، الأبناء أمانة وكل راع مسئول عن رعيته والمحافظة عليهم من الخطر واجب وتلبية متطلباتهم العاطفية مطلب ومنحهم اوقات سعيدة محبب

 

وأخيراً.

الهواتف المحمولة أدوات ذكية… لكن نحن بحول الله أذكي 


عبدالله التهامي
عبدالله التهامي
تعليقات