مدمرات شخصية الطفل

 


المجلة - عبدالله سعود التهامي - المدينة المنورة

sweetyman_1@


تعتبر مرحلة الطفولة من أهم الفترات في حياة الإنسان حيث تتشكل خلالها شخصية الطفل وتكتسب سمات السلوك والاتجاهات والعوامل التي يمكن أن تدمر هذه الشخصية وتؤثر سلباً على نمو الطفل النفسي والاجتماعي. 


تعتبر الإساءة البدنية واللفظية من أبرز المدمرات لشخصية الطفل حيث تعرضه للإيذاء سواء جسدياً أو من خلال الكلمات القاسية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، مما يتسبب في صعوبات في تشكيل العلاقات الاجتماعية الصحية، وفي النطق والكلام  أي يصبح متلعثماً فمن المهم أن يكون الأهل والمعلمون قادرين على التعرف على علامات الإساءة والتصرف بسرعة لحماية الطفل ، وأيضاً الإهمال العاطفي يحدث عندما لا يتلقى الطفل الدعم العاطفي اللازم من الأهل أو المحيطين به يمكن أن يؤدي هذا الإهمال إلى مشاعر الوحدة والعزلة، حيث يشعر الطفل بأنه غير محبوب أو غير مهم فيجب أن يسعى الأهل إلى توفير بيئة دافئة وداعمة، فيحتاج الطفل إلى العطف حيث يشعر الطفل بأنه قادر على التعبير عن مشاعره واحتياجاته.


ومن المدمرات للطفل أيضاً المقارنة مع الآخرين، المقارنة المتكررة بين الطفل وأقرانه قد تؤدي إلى مشاعر النقص وعدم الكفاءة ويشعر الطفل بأنه غير قادر على تحقيق توقعات الآخرين، مما يمكن أن يؤثر سلباً على تقديره لذاته فيجب تشجيع الأطفال على تقدير إنجازاتهم الفردية وعدم التركيز على المقارنات.


نتحدث عن المدمر الأقوى لشخصية الطفل وهي قلة التواصل والتحدث الفعال مع الطفل يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في فهم احتياجات الطفل ومشاعره فيجب أن يسعى الأهل إلى فتح قنوات الحوار مع أطفالهم، مما يساعد على تعزيز الثقة والشعور بالأمان وأيضاً التشجيع حين يفشل الطفل في المهام أو الأنشطة يمكن أن يكون له تأثير مدمر على شخصية الطفل فيجب تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الفشل باعتباره جزءاً طبيعياً من الحياة، وتعزيز روح المثابرة وعدم الاستسلام.


أود أن أشير إلى أمر في غاية الأهمية وهو عدم انخراط الطفل في الأنشطة الاجتماعية أو عدم انخراطه مع  الأصدقاء يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور الطفل بالعزلة وعدم الانتماء فيجب تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الجماعية، مثل الرياضة أو الفنون، لتعزيز مهاراتهم الاجتماعية وبناء صداقات، فتشكيل شخصية الطفل هو عملية حساسة تتطلب العناية والدعم من خلال التعرف على مدمرات شخصية الطفل والعمل على تجنبها، يمكن للأهل والمعلمين أن يسهموا في خلق بيئة صحية تساعد الأطفال على النمو والتطور بشكل إيجابي.


عبدالله التهامي
عبدالله التهامي
تعليقات