أخر الاخبار

الشللية والإحتكار في الفن


 

عبدالله سعود التهامي – المدينة المنورة

للتواصل مع الكاتب

@sweetyman_1

 

 

إحتكار الفنانين هو وجود تحكم أو سيطرة قوية من قبل فنان أو مؤسسة إنتاج فني أو محطة بث وذلك على صناعة الفن، ويمكن أن يتم تحقيق هذا الإحتكار من خلال عدة طرق، مثل التحكم في إنتاج الأعمال الفنية، أو التحكم في توزيعها وتسويقها، أو حتى التحكم في وصول الجمهور إليها.

 

قد يكون الإحتكار إيجابياً في بعض الحالات إذا أدى إلى تعزيز الجودة والابتكار في صناعة الفن، ومع ذلك، يمكن أن يكون للاحتكار تأثيرات سلبية أيضاً، فعندما يكون هناك إحتكار قوي في صناعة الفن، قد يؤدي ذلك إلى تقليل التنوع الثقافي في الأعمال الفنية المتاحة، قد يتم تجاهل الفنانين الجدد والمبتدئين الذين ليس لديهم الوصول إلى القنوات والمحطات التقليدية للترويج لأعمالهم، وبالتالي يمكن أن ينتج عن الاحتكار تقييد حرية التعبير وعرقلة الابتكار في الفن.

 

من الجدير بالذكر أن التكنولوجيا الحديثة وانتشار الإنترنت قد أدى إلى تغيرات جذرية في صناعة الفن وتوزيع الأعمال الفنية، فمع وجود منصات التواصل الاجتماعي ومواقع المشاركة المجانية، أصبح من الممكن للفنانين الناشئين أن يعرضوا أعمالهم بسهولة ويصلوا إلى جمهور عالمي بدون الحاجة للانتقال عبر القنوات التقليدية، وهذا قد ساهم في زيادة التنافسية وتقليل الاحتكار في بعض الأحيان.

 

لذا يجب النظر في الاحتكار من وجهة نظر متعددة الجوانب، يمكن أن يكون للاحتكار فوائد ومساوئ، ويعتمد تقديره على صناعة الفن وتأثيره على التنوع والابتكار وحرية التعبير.

 

والشللية وتحزب الفنانين تشير إلى حالة عدم القدرة على الإبداع أو التطور الفني الجديد بسبب وجود عوامل منها تكرار الأعمال الفنية القائمة وتقليد الأنماط القديمة بدلاً من تجريب واستكشاف الجديد، ويمكن أن يؤدي التكرار والتقليد إلى فقدان الإبداع والتجديد في صناعة الفن، مما يؤثر سلباً على التنوع والتطور الفني.

 

 وتحزب الفنانين في مجموعات أو تحالفات تتميز بانتمائها المشترك لأفكار أو رؤى فنية معينة، قد يكون الهدف من تحزب الفنانين هو تعزيز مصالحهم المشتركة وتحقيق أهداف فنية محددة ومع ذلك يمكن أن يؤدي تحزب الفنانين إلى تقسيم صناعة الفن وتشكيل نزاعات أو توترات بين المجموعات المتنافسة، قد يؤدي هذا التحزب إلى تقييد التعاون والتبادل الإبداعي بين الفنانين والتنوع الفني والابتكار، حيث يمكن أن يكون صعباً على الأفراد خارج التحالفات الحصول على الفرص والاعتراف.

 

من الجدير بالذكر أنه بالرغم من أن الشللية وتحزب الفنانين قد يكون لهما تأثير سلبي على صناعة الفن، إلا أنه يمكن تجاوز تلك العوائق من خلال التوعية والتغيير.

 

 يجب تشجيع التمويل والدعم المناسب للفنانين الناشئين والمبتدئين، وتعزيز التنوع والتعاون الإبداعي بين الفنانين. كما يمكن أن تلعب المؤسسات الثقافية دوراً هاماً في تعزيز بيئة فنية متنوعة ومفتوحة للابتكار.

 

في النهاية، يجب أن يتعاون الفنانون والمؤسسات الثقافية والجمهور معاً لتعزيز بيئة فنية تشجع على الابتكار والتنوع وتتغلب على الشللية وتحزب الفنانين، عندما يتم توفير الدعم والفرص المناسبة لجميع الفنانين، بغض النظر عن خلفياتهم أو توجهاتهم الفنية، يمكن أن يزدهر المشهد الفني وتستفيد المجتمعات من تنوع الثقافات والأفكار التي يعكسها الفن.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -