المجلة - الكاتبة والأديبة حنان حسن
الخناني - المدينة المنورة
@HananHa00500728
من الملاحظ مؤخراً أن علاقتنا بمن نعرفهم ونودهم من أقارب وأصدقاء وأحباب أصبحت مفككة وتواصلنا عبارة عن ردود مختصرة وحوارات مختصرة عبر السوشيال ميديا والواتس اب (السلام عليكم ، طمئنونا عنكم، الحمدلله بخير، وانتم، مبسوطين، الحمد لله؟؟)
نعم الهواتف النقالة بأيدينا ونحنُ أونلاين ولكن لا أحد فينا يرغب بمحادثة الآخر حتى في وقت فراغه تصِلُنا رسائل لا نقرأها والبعض يحذفها دون قراءة، لا لِسبب ولكن لا قُدرة لنا على الرّد أو الكلام، نتجاهل الإتصالات عنوة حتى لم نعُد نملُك الطاقة للحديث ولا الفضفضَة، أيضاً لم نعُد كما كنّا نشكو ونفضفض لبعضنا البعض عمّا نشعر به، أصبحنا نميل للسكون والصمت الذي وجدنا فيهِ راحتنا، صرنا نهرب من سماع مشاكل الآخرين او شكواهم، لأننا ببساطة غارقون بمشاكلنا الخاصة، نهرُب من أحزاننا وأتراحنا ونبحث عن الافراح، أنهكتنا ضغوطات الحياة، لا نريد أن نحكي ولا أن نسمع الا ما يدخل السعادة على قلوبنا، نبحث عن الراحة فقط، والتي وجدناها في الوحدة والعزلة عن الناس وعدم التواصل بالأصدقاء أو الأهل إلا للضرورة فقط، وكأننا في قوقعة، صباحاتنا أصبحت ملصقات وادعية محولة نرسلها للجميع على حد سواء، سؤال لا أجد له اجابة هل ما نعيشُه اليوم حالة مؤقتة أم أنّه دستور حياتنا الجديد الذي انتهجناه ؟!
ما هو سبب هذا السلوك إلى اين ذاهبون، ربّما تعبنا، ونريد فقط أن نرتاح، ارجو ان يجد كل منا الاجابة على السؤال، واذا عُرف السّبب بَطُلَ العجبًْ.