زلزال سوريا وتركيا

 

بقلم - الكاتبة والأديبة - حنان بنت حسن الخناني.

 المدينة المنورة

@HananHa00500728

 

عندما اكتُب عن كارثة تركيا وسوريا لا اكتُب بحبر القلم؛ بل اكتُب بدماء القُلوب، فعُذراً إن ظهرت بعض الجراح على السُطور، سئمتُ واكتفيتُ من الكلام، فآثرتُ الصمت وسلاح الدعاء ممزوجا بالدموع ‫سأدعوا ، وأدع الدمع  يتكلم بدلاً عنى والدعاء يخترق السماء ولأننا مسلمون نُتقن فن الاستغفار الدعاء ومعجزاته في كل أحوالنا (أثناء الظلم أو القهر أو الكوارث والمصائب ) فهو متاح لنا في كل وقت وحين هذا لا يعني أننا لا نعي ما يدورُ من حولنا، بل في ذلك إرضاء لرب العالمين لأنه أمرنا به، وقال عز من قائل (ادعوني استجب لكم) وقال (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) قال الله تعالى (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا) (هود3).

 

فكيف ننوء عنه وهو يقترب منا يتفقدنا كل ليلة ويقول جل جلاله هل من سائل أعطيه سؤله هل من مستغفر أغفر له، هل من تائب أتوب عليه فهذا والله كبر وغفله وليس من الادب معه   ان يسال عن حاجتنا ونحن بغفلة عنه، فلا اعتراض لحكمته سبحانه وتعالي حين يكون الزمان ليس زماننا، والأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، حين نشعُر بأنّ كلماتنا لا تصل، وكلام الله ورسوله لا ينفذ، وأن مُدن أحلامنا ما عادت تتّسع، هنا يكون الاستغفار والدعاء هو أجمل هدية نُقدّمها لأنفُسنا وللمسلمين بالهداية والمغفرة وان يشملنا بلطفه وكرمه.

 

كلنا وجب علينا الدعاء وبإلحاح فهو مخ العبادة كي نختصر به مسافات الألم والإحباط والفشل، احيانا تعجزُ كلماتنا عن وصف إحساسنا، ويُصبح صمتنا ودعاءنا أصدق تعبير عما بداخلنا، عندها تبدأ  الكلمات بالتساقط ويأتي دور الاستغفار والدعاء  ليُعبر عن معانٍ عجزت الحُروف عنها، لا تحسبوا دعواتنا  ضعفاً، بل هي فنٌ، فإذا أتقنته أصبحت مُبدعاً في تقربك من الله دعائي يعني يقيني بان هناك قوة أكبر من حروفي ومن كل قوة في الارض رضاي، وصبري لا يعني عجزي، ودمعتي لا تعني ضعفي ، فنحن أقوياء  بالاستغفار والدعاء وطلبي وحذري لا يعني خوفي،   دعواتي  جسورٌ أعبُرها لأصل إلى القمة.

 

حينما يتحدّث الدعاء، تنطلقُ الهمساتُ بلا توقف، نشعُر بالحروف تخترق كل السموات بسرعة اعجازية خارقة  وتستقر امام الله ليستجيبها لنا ويحقق مطالبنا في زمن تلف فيه القضايا وتؤجل لكنه الله،  يقول للأمر كن فيكون.

 

فالإنسان العاقل هو الذي يُغلق فمهُ عن المهاترات والاشاعات والقيل والقال ويلجأ الى حول الله وقوته اللهم انا نبرأ من حولنا وقوتنا ونلجأ الى حولك وقوتك، أن تصلح أحوال المسلمين في بقاع المعمورة وتجنبهم الزلازل والفتن ماظهر منها ومابطن، إن جرحك أحدهُم، إما أن تصمت وإما أن تقول قولاً يلجمه، بدعوة منك، فالدعاء سلاحي، وسلاح كل مسلم موقن بالاستجابة، هو سر إلهي تهمسُ به النفس بلا صوت ولا حركة، لكنه السهام التي لا تخطئ في جوف الليل  لتُعانق السماء.

 

حفظ الله بلادنا السعودية وشعبها من كل مكروه، اللهم أجبر شعب تركيا وسوريا وكل بلد إسلامي تعرض لزلزال او بلاء جبرا يليق بجلال وجهك وسلطانك، اللهم أرنا عجائب قدرتك باستجابة دعواتنا آمين.

عبدالله التهامي
عبدالله التهامي
تعليقات