الكاتبة والأديبة حنان بنت حسن الخناني
المدينة المنورة
HananHa00500728@
بنسمات عليلة ونوراً أضاء الكون يهل علينا شهر رمضان الفضيل، هذا الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم حتى يكون لنا المنهج في الحياة، حيث يتهيأ القلب لاستقبال أحب الشهور وأجملها، فيسكن القلب بأيامه المليئة بالبركة والخير، فهو شهر نتمنى أن يكتب الله لنا فيه المغفرة والرحمة والعتق من النار، يستحب فيه قراءة القرآن بعد صلاة الفجر كما كان يفعل النبي صلي الله عليه وسلم.
رمضان هو التحدي الأكبر بحق، لامتحان الإرادة البشرية في الصيام والقيام وعمل الخير وتنقية النفس من أخطائها الكثيرة، يا له من شهر لكسب الاجور وصقل القلوب بقدوم رمضان نفتح صفحة جديده مع الله ومع الخلق.
أيها الصائم افتح قلبك المُغلق بمفاتيح التسامح وأطرق الأبواب المغلقة بينك وبين الله وبين خلقه، وضع باقات زهورك على عتباتهم وأحرص على أن تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج النقي، نقي نفسك من دنس الذنوب وفرّ الى الله انه شهر المغفرة والصفح، فهو فرصة ذهبية لكسب الأجور والعتق من النار.
فعن أبي أمامه الباهَلْي -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إنَّ للهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عُتَقاءَ”.
عن ابي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أبْوَابُ السَّمَاءِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ”.
وها قد اقترب أحب الشهور على قلوبنا جميعاً، شهر يرقص القلب فرحاً من جمال أيامه حتى يكاد يتمنى المرء ألا ينتهي هذا الشهر أبداً ، في رمضان نسمات عطرة تذهب الحزن عن القلب ويحل محلها الطمأنينة والسعادة، فهو شهر الخير والبركة والتقرب إلى الله عز وجل، نسأل الله أن يحمل لنا معه الخير والسلام وللأمة الاسلامية، وأن يبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، ونسأله أن يزيل عنا مرّ الأيام ويكتب الله لنا فيه استجابة الدعاء، فيه تزدان المساجد والبيوت بصلاة التراويح والقيام، وتظهر فيه عادات موروثة وجميلة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم
مرحباً بهذا الشهر الفضيل، بجانب تبادل التهاني والمباركات مع المقربين، من الاهل والاصدقاء، تتجلي فيه مظاهر الكرم والجود حيث توضع السفر الرمضانية في المسجدين الشريفين المكي والنبوي وبعض مساجد الاحياء، في جميع البلدان الاسلامية لتقديم التمور والماء واللبن والاطعمة الخفيفة لإفطار الصائمين على مختلف جنسياتهم.
انه شهر كريم تستعد الأمة الإسلامية لاستقباله وكأنها تستقبل ضيفاً عزيزاً بكل الحب والاشتياق والكرم والجود، هو الشهر الوحيد الذي يمكنه تغيير المرء إلى الأفضل، نسأل الله ان يبلغنا فيه ليلة القدر ويتقبل منا الصالح من الأعمال والفوز بالجنان، فاللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وأن يكتب لي ولكم توبة نصوحة ومغفرة للذنوب وعتقٍ من النار،وعسى تكون أيامه أيام جبرٍ لقلوبنا، وكل عام وكل الأمة الإسلامية بخير.