المجلة - عبدالله سعود التهامي - المدينة المنورة
sweetyman_1@
يشكل التراث الطبيعي جزءاً لا يتجزأ من تراثنا الثقافي والتاريخي فالطبيعة والبيئة المحيطة بنا شكلت منذ القدم الإطار الذي عاش فيه أجدادنا وتطورت في داخله حضاراتنا وتقاليدنا.
إن المناظر الطبيعية والنظم البيئية التي تميز مختلف مناطق العالم هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لشعوبها فالجبال الشاهقة والوديان الخلابة والغابات المترامية الأطراف تشكل في مجموعها ما نطلق عليه التراث الطبيعي لتلك الشعوب.
وتلعب متاحف التراث دوراً مهماً في حماية وصون التراث الطبيعي والثقافي للمجتمعات وساهمت المتاحف بجهود مبذولة من أصحاب المتاحف بالحفاظ والحماية وجمع وحفظ العينات والأدلة المادية للتراث الطبيعي والثقافي حيث قاموا بصيانة وترميم القطع المتضررة أو المهددة للحفاظ عليها وتوفير بيئة آمنة ومناسبة لعرض وحماية التحف والآثار.
فيمكن لأصحاب المتاحف الأثرية تنظيم برامج تثقيفية وزيارات ميدانية لتعريف الجمهور بالتراث وتصميم معارض وأنشطة تفاعلية لإشراك الزوار في فهم وتقدير التراث وتوعيتهم حول أهمية الحفاظ على التراث وعمل شراكات واتفاقيات تعاون حول إقامة شراكات مع الجهات المعنية بالحفاظ على التراث والمساهمة في المبادرات المجتمعية لحماية المواقع التراثية وتبادل الخبرات والموارد مع المتاحف المماثلة على المستوى المحلي والعالمي.
إن دور المتاحف في صون التراث وتعزيز الوعي به يعد محورياً في الحفاظ على هويتنا الثقافية والطبيعية للأجيال القادمة.
ومع تزايد الضغوط البشرية على الطبيعة في العقود الأخيرة أصبح الحفاظ على هذا التراث الطبيعي أمراً ضرورياً لضمان استمرارية الهوية الثقافية للشعوب.
فتدهور البيئة وفقدان التنوع الحيوي يهدد في النهاية المحافظة على التراث الثقافي.
لذا تعتبر حماية التراث الطبيعي جزءاً لا يتجزأ من الجهود الرامية إلى الحفاظ على تراثنا الثقافي وهذا ما أكدت عليه منظمة اليونسكو في توصياتها بشأن حماية التراث الطبيعي والثقافي.
فيجب توعية أفراد المجتمع بالمساهمة في حماية التراث الطبيعي بالمشاركة في أنشطة التوعية والتثقيف البيئي والمساهمة في تنظيم حملات توعية حول أهمية التراث الطبيعي وكيفية المحافظة عليه وأيضاً المشاركة في ورش عمل وبرامج تعليمية بيئية للأطفال والشباب في المجتمع والمساهمة في المبادرات والمشاريع الخضراء المجتمعية.
إن مشاركة الأفراد والمجتمعات المحلية بهذه الطرق تعد أمراً حيوياً لضمان الحفاظ على التراث الطبيعي لأجيال المستقبل.
