عيد الأضحى ١٤٤٥هجري

 


المجلة - الكاتبة والأديبة حنان بنت حسن الخناني - المدينة المنورة


عيد الأضحى هو  أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين، فهو أحد العيدين المعتمدين في الدين الإسلامي؛ يحل كل سنة هجرية في اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو  يوم "الحج الأكبر" إذ يقوم فيه المسلمون بأداء شعيرة مقدسة، ألا وهي ذبح أضحية العيد تقرباً إلى الله عز وجل، فيه تعمّ الفرحة  وتسود مشاعر الأخوة، ويفرح المسلمون في كل بقاع الارض، وتزيد روابط التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع الإسلامي، وتنتشر مظاهر البهجة والسرور في كل مكان.

ولعيد الأضحى مسميات كثيرة ، تختلف باختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية المنتشرة في البلدان العربية والإسلامية، فيسمى في مصر والمغرب على سبيل المثال "العيد الكبير"  وايضاً  في الشام، ويدعى كذلك عيد الحجاج في بعض بلدان الخليج العربي، ويطلق عليه "عيد القربان" عند الشعوب المسلمة في آسيا وإيران.

وبالرجوع إلى الأصل اللغوي، نكتشف أن العيد هو اسم لكل ما يُعتاد، وسمي كذلك لأنه يعود كل سنة، كما أن هذه المناسبة مقترنة بذبح الأضحية وذلك للتفريق بينه وبين عيد الفطر، فقد شرع الإسلام للمسلمين عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى، كما أنهما مقرونان بركنين من أركان الإسلام هما صيام رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، وقد احتفل به الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة في العام الثاني للهجرة.  

 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى".

وارتبط عيد الأضحى بقصة سيدنا  إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام، إذ رأى في المنام رؤيا يأمره  الله فيها بالتضحية بولده  إسماعيل، وعندما همّ بتنفيذ  هذه الرؤيا وكاد ان يذبحه  فداه الله بذبح عظيم، وهي القصة التي يؤكدها القرآن الكريم في آيات منها قوله تعالى: "فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم" [سورة الصافات: 102-107].

ومن المشاهد العظيمة والجميلة  احتفال  المسلمون من كل أنحاء العالم بهذه الشعيرة عيد الأضحى المبارك، في جو تسوده البهجة والفرح، حيث تقام صلاة العيد في المساجد والجوامع  والساحات العامة، وتلقى  الخطب ، ويهتف المصلين بالتكبير والتهليل ، وهو  في مقدمة شعائر الاحتفال بعيد الأضحى، ، حيث يشرع الناس فيه من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق (اليوم الـ13 من ذي الحجة)، وذلك مصداقاً  لقوله تعالى: "واذكروا الله في أيام معدودات" [سورة البقرة: 203].

ثانياً  ، صلاة العيد؛ يصلي الإمام بالناس ركعتين ثم يخطب فيهم خطبتين، ومن السنّة التبكير بالصلاة قبل ارتفاع الشمس، وهي سنة مؤكدة عند أغلب المذاهب وحضور خطبتها مستحب ليس بواجب. 

 فصلاة العيد ليس لها أذان ولا إقامة، وإنما يصليها الإمام بالناس جهرا، يكبر في الركعة الأولى 7 تكبيرات، وفي الثانية 5 تكبيرات.

ثالثا، ذبح الأضحية، وهي سنة مؤكدة، يشترط فيها أن تكون من الأنعام؛ وهي الإبل، والبقر، والغنم من الضأن والماعز، وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ضحى بكبشين أملحين، أقرنين. 

ورابعاً، من السنة إظهار الفرح والسرور في أيام العيد والترويح عن النفس والتوسعة على الأهل بالترفيه المباح، 

مع الحرص على زيارة الأقارب وصلة الرحم وتبادل التهاني، مثل أن يقول المرء لأخيه المسلم: "تقبل الله منا ومنك"، وللشعوب العربية والإسلامية في هذا الجانب تعبيرات متعددة مثل "مبروك العواشر" في المغرب و" يا هلا بالعيد" في الخليج.

فعيد الأضحى فرصة ثمينة للتقرب إلى الله عز وجل وشكره على نعمه، من خلال تعظيم هذه الشعائر؛ بذبح الأضاحي وارتداء الثياب الجديدة وتبادل التهاني والتبريكات.

وفي الختام  تقبل الله منا ومنكم  صالح الاعمال وعيدكم مبارك وسعيد، وكل عام والأمة العربية والاسلامية بخير وسلام 



عبدالله التهامي
عبدالله التهامي
تعليقات